الاثنين، 4 أبريل 2016

مترشحون للبكالوريا يبحثون عن أدوات غش جديدة ومتطورة

مع اقتراب امتحان لنيل شهادة البكالوريا، أجرت جريدة "الصوت الآخر"مقابلة مع بعض التلاميذ، ليكشفوا لنا كيف يجهزون لهذا اليوم الذي يشكل رعبا للكثير من الناس، لكن المفاجأة كانت أن معظمهم يبحث عن حيل وخدع جديدة للغش في هذا الامتحان، ولا يبحث عن كيفية ناجعة للمراجعة، وكل ذلك حتى يتحصل عليه بطريقة سهلة وبعيدة عن التعب والسهر ليالي طويلة من الدراسة.
تعددت طرق الغش في الامتحانات من أجل حصول الطالب على الإجابة المطلوبة من السؤال، وبما أن الأستاذ أو الحارس صار يعرف الطرق القديمة التقليدية، غير أن الوزيرة بن غبريط قامت بإجراءات وتقنيات جديدة، فما كان على التلميذ الجزائري إلا البحث عن طريقة عصرية جديدة ليغش بها بهدوء تام، ومنه يتحصل على مراده بسهولة، ومن هنا نكتشف أن التلاميذ الجزائريين مقسمين إلى نصفين، نصف يدرس ويسهر من أجل هدفه. أما النصف الآخر فيدرس ويسهر من أجل حيل جديدة يغش بها، واليوم تركيزنا على التلاميذ الذين اختاروا طريق الغش.

المسطرة

أسامة البالغ من العمر 18 سنة، مقبل للمرة الأولى على شهادة البكالوريا، يسرد: "منذ صغري وأنا أعتمد على الغش في الامتحانات، خصوصا أنني في صف الأدب والفلسفة، يعني كل دراستي لها علاقة مع الحفظ، وأنا أكره شيء لي هو الحفظ، كانت تقنيتي المفضلة هي الكتابة في أوراق صغيرة أضعها في يدي، لكن في يوم الباكلوريا، ممكن أن لا تساعدني هذه الطريقة، لذا اخترعت مسطرة من كارتون تفتح على نصفين، سأكتب بداخلها أهم شيء كي تسهل لي المهمة."

دورة المياه

أما رزيقة البالغة من العمر 20 سنة، معيدة السنة، للمرة الثالثة على التوالي، تحكي: "في كل سنة كنت أقول أنه من غشنا فليس منا، لكن في هذه السنة صرت أقول من اعتمد على نفسه بقي في قسمه، لذا أنا جاهزة وبامتياز كي أغش هذا العام، وطريقتي التي سأعتمد عليها، ستكون مثل طريقة صديقتي السنة الماضية، وها هي اليوم في الجامعة، وأنا لا أزال في الثانوية، كانت طريقتها هي الذهاب لدورات المياه لإخراج الورق بحثا عن الإجابة بعدما تكون قد اطلعت جيدا على الأسئلة، وداخل دورة المياه سأتجه مباشرة أينما يتواجد الكراس، الذي أضعه قبل الامتحان ببضعة دقائق، وآخذ معي ورقة الإجابة لأكتب فيها أهم شي."

السماعات

ليلى البالغة من العمر 19 سنة، معيدة للمرة الثانية، تروي: "إن لم أتحصل هذه المرة على شهادة البكالوريا، سأفقد أعصابي، لأني سئمت من الثانوية، وأنا أبحث عن الجامعة والحرية، وحيلتي هذه السنة كانت نيتي أن أقوم بوضع حجاب في أيام الامتحان، وأضع نظارات طبية كي أبدو بنت مجتهدة، وأتصل بصديقتي وتعطيني المعلومات، لكني تذكرت أنه في السنة الماضية كانت واحدة قامت بنفس العمل فأوقفوها مباشرة، خوفي من تفتيشي أعطاني حيلة أفضل، وهي أنني أقوم بلبس ثياب جذابة وأجعد شعري، وأضع داخل أذني سماعات لا سلكية صغيرة بلون الجسم في الأذن، زائد حلق كبير وجميل، وعند دخول الامتحان أتلقى من خلالها الإجابات من شخص يكون خارج الامتحان حصل على ورقة الأسئلة من أحد الطلبة الذين خرجوا مبكرا."

الغش

أما عبد النور البالغ من العمر 19 سنة، معيد السنة، من قسم علوم تجريبية، يقول: "بما أنني سأجتاز الامتحان هذه السنة في مؤسستي، وأنا على علاقة جيدة جدا مع جميع المراقبين، فحيلتي ستكون بلصق صور مفبركة، تكون جميلة في أعين الأساتذة لكني أنا أستطيع الملاحظة أنه بها معلومات وقوانين تهمني، كما أنني اتفقت معهم أن يقوموا بالدخول والخروج لأسباب تافهة، فقط لزرع قليل من الفوضى، كي أتمكن من كشف ذراعي الذي سأكتب فيه بقية المعلومات، أو أن يأخذونني للمرحاض مثلا، أو ما شابه، المهم أني أتلقى المساعدة. وإن شاء الله هذه السنة تكون لي وأفرح بحصولي على الشهادة."

الشيخ يوسف مرازقة: "من غشنا فليس منا"

يقول الشيخ يوسف مرازقة: "ونحن في فترة امتحانات الفصل الثالث وكذلك امتحانات البكلوريا والشهادة والسيزيام... كثيرا ما نسمع الكلام عن الغش، فالغش وباء يغزو مدارسنا ويفتك بالأمانة في نفوس أبنائنا، وكل ذلك أمام أعيننا ولا نحرك ساكنا بحثا عن علاج، وكأن الأمر ميئوس منه، وأن هذا المرض العضال بات أمرا حتميا علينا التعايش معه. كما أن هذه الظاهرة خطيرة وهي في الامتحان وعلى الرغم من خطورتها إلا أنها لم تحظ بمعالجة كافية في مجتمعنا، ولا شك أن التهاون الحالي في مكافحة الغش من شأنه التسبب في انهيار التعليم وبالتالي انهيار حضاري سريع على المدى البعيد، ولا مبالغة في ذلك، فالغش آفة فتاكة من آفات التعليم في واقعنا المعاصر، ويتطلب علاج هذه الظاهرة إجراء دراسات متعمقة للوقوف على أسبابها والعوامل المؤثرة فيها للوصول إلى حل سريع ينقذ مستقبل هذه الأمة. وحكم الغش في الشريعة الإسلامية حرام لقول النبي عليه الصلاة والسلام، والذي رواه أبو هريرة ( من حمل علينا السلاح، فليس منا، ومن غشنا فليس منا ) رواه مسلم في صحيحه، وفي رواية أن رسول الله أمر على صبرة طعام، فأدخل يده فيها، فنالت أصابعه بللا، فقال (ما هذا يا صاحب الطعام ؟ ) قال : أصابته السماء يا رسول الله، فقال الرسول (أفلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس، من غشنا فليس منا).

مواضيع ذات صلة

مترشحون للبكالوريا يبحثون عن أدوات غش جديدة ومتطورة
4/ 5
Oleh

إشترك بنشرة المواضيع

.اشترك وكن أول من يعرف بمستجدات المواضيع المطروحة