إعداد المعلم في ضوء الاتجاهات التربوية الحديثة (حركة التربية القائمة على الكفايات)
تعتبر عملية تحسين التعليم والتعلم من أولويات الكثير من الدول سواء أكانت نامية أم متقدمة، وذلك للاعتقاد السائد بأن هذه العملية تسهم بشكل حقيقي في تحقيق أهداف هذه الدول وآمالها المستقبلية. ويعتبر إعداد المعلم من أهم العوامل التي تساعد في تحقيق النهضة التربوية المرجوة التي تؤدي إلى نهضة المجتمع في كافة الجوانب، والمعلم الكفء هو المعلم القادر على تحقيق أهداف مجتمعه التربوية بفاعلية وإتقان.
وإن أهميته بدأت تتعاظم مع مرور السنين وخاصة في بداية القرن الواحد والعشرين، حيث يعد دوره فعالا في مواجهة تحديات القرن الجديد حيث ثورة العلم والتكنولوجيا، وثورة المعلومات والاتصالات وظهور الحاسوب والانترنت، وكما أصبح التعليم في هذا العصر مهنة كسائر المهن الأخرى لها مهاراتها وكفاياتها، لذا أصبح لزاما الاهتمام بالمعلم من شتى الجوانب في اختياره وإعداده وتأهيله لمواجهة تحديات العصر.
1- الاتجاهات التربوية الحديثة لإعداد المعلم:
تصنف نظم برامج إعداد المعلمين في أغلب النظم التعليمية من حيث الشكل إلى صنفين هما: النظام التكاملي والنظام التتابعي.
- النظام التكاملي: حيث يلتحق الطالب بعد اتمام الشهادة المتوسطة أو الثانوية بإحدى كليات التربية أو المعاهد العليا لإعداد المعلمين للحصول على الدرجة الجامعية، وبعدها سيتخرج ليقوم بالتدريس في مادة تخصصه.
- النظام التتابعي: يعد الطالب أكاديميا في إحدى المواد العلمية بالكليات الجامعية كالعلوم أو الآداب ثم يلتحق بإحدى كليات التربية أو المعاهد العليا التربوية التي تؤهله للتدريس بإحدى المراحل التعليمية، وتختلف مدة الإعداد ما بين سنة أو سنتين حسب ظروف واحتياجات كل مجتمع.
وأما من حيث المحتوى، فقد ظهرت اتجاهات تهدف إلى تحقيق كفاية المعلم والرفع من مستوى أدائه في هذا العلم المتغير، بل تؤكد على استمرارية هذا الداء بفعالية عند الانتهاء من مرحلة الإعداد ومباشرة العمل المهني. (الأزرق 2000، ص 207).
لقد صنف الأزرق (2000) الاتجاهات التربوية الحديثة لإعداد المعلم إلى أربعة اتجاهات، وهي:
1- أسلوب النظم وتحليل النظم.
2- الأسلوب القائم على التحكم في النشاط العقلي.
3- برامج تدريب المعلمين القائمة على مدخل العلوم- التقنية- المجتمع.
4- حركة التربية القائمة على الكفايات.
سوف نقتصر في هذه المداخلة على الاتجاه الرابع وهو حركة التربية القائمة على الكفايات.
2- نظرة تاريخية حول حركة التربية القائمة على الكفايات:
وتعرف باختصار بـ Performance-Based Teacher Education. (PBTE) Competency- Based Teacher Education. (CBTE)
تهتم الكثير من الدول المصنعة أو السائرة نحو النمو بإعداد المعلم وتهيئته وفق متطلبات التعليم من جهة وبتطوير أدائه ورفع كفاياته التعليمية لموجهات تحديات العصر الحديث والتغييرات التي تشهدها المجتمعات من جهة أخرى، لأن العنصر البشري هي من أهم الموارد وأثمنها على الإطلاق وخاصة عندما يكون مسلحا بالمعرفة ومؤهلا تأهيلا مناسبا، ولن الأمم لا تتطور إلا بما تملكه من ثروة بشرية قادرة على العمل والإنتاج.
لقد أجرت العديد من الأمم عدة إصلاحات على منظوماتها التربوية لتساير هذا العصر السريع التغير، فقامت بزيادة الإنفاق على التعليم لأن تحديات المستقبل لا تذلل إلا بجيل متعلم ومتكون، ولا شك أن إعداد المعلم وتدريبه أثناء الخدمة يعتبر من الأولويات وتكوينه في الجانب الأكاديمي والتربوي حتى يصبح عمله مثمرا ولأن المعلم قائد تعليمي وعامل تغيير في جميع الحالات.
فالتدريب التربوي إذن ضرورة ملحة لتطوير أداء المعلمين، فقد ظهرت في السنوات الأخيرة عدة أساليب واتجاهات في مجال إعداد وتدريب وتأهيل المعلمين من بين هذه الاتجاهات في برامج الإعداد التي ظهرت في العديد من الدول اتجاه تربية المعلم على أساس الكفايات أو تعرف باسم تربية المعلم على أساس الأداء.
تشير سلوى الجسار (1991) فتشير في دراستها، أن حركة التربية القائمة على الكفايات يعود أول ظهورها في برامج إعداد المعلمين من خلال ما قام به دودول (Dodl, 1973) والذي أشار أن أول من أستخدم هذه القوائم هو كيني (Kinney) عام 1952 من خلال تعاونه مع مجلس كاليفورنيا لإعداد المعلمين وذلك لمتابعة وتقويم أداء المعلمين في مراحل التعليم العام. (الجسار1991، ص 67).
بينما تشير سهيلة الفتلاوي (2003) أن مفهوم البرامج التعليمية القائمة على فكرة الكفايات ظهر في كتاب منهجي لفركليم بوبيت Franklim Bobbit (1918) وهو أحد كبار التربويين وصدر له كتاب آخر سنة (1924)، وتتلخص نظرية (Bobbit) في أن كلمة المنهج (Curriculum) تعني سلسلة من الأشياء ينبغي للمتعلمين القيام بها، ومعايشتها بطريقة تنمي قدراتهم لأداء الأعمال والمسؤوليات التي تشكل كل حياتهم بشكل جيد، وأن تطل هذه القدرات على الأداء متمثلة في كل ما ينبغي أن يقوم به المتعلمون من واجبات. ويرى أن البرنامج التعليمي القائم على تحليل النشاط وما يؤدي إليه من أداء جيد أمر حيوي. (الفتلاوي 2003، ص 63).
أما عبد الرحمن الأزرق (2000) فيشير أن المحاولات الأولى لتطبيق هذا الاتجاه بدأت في الولايات المتحدة منذ 1968 عندما أصدرت جامعة فلوريدا مشروع دولي يسمى " برنامج تدريب المعلمين في المرحلة الابتدائية"، يقوم على تحديد المهام التعليمية لمعلم المرحلة الابتدائية في العشر سنوات اللاحقة، وقد تم وضع مخطط عام لبرنامج تربية المعلمين يشمل على المقومات التالية: التخطيط للتعليم واختيار المحتوى وتنظيمه، استخدام الأساليب التي تحقق الأهداف والتقويم ودور المعلم في تحمل المسؤولية وقيام المعلم بدور القائد المهني. (الأزرق 2000، ص 218).
بينما يشير الغافري (1996) حسب دراسة عبد الكريم شطناوي (2007) أن موضوع الكفايات لم يكن وليد العصر ولا حديث الساعة، بل لقد اشتغل علماء التربية المسلمون بهذا الجانب منذ القرون الأولى للإسلام. وكان لهم السبق فيه قبل أن تظهر حركة التربية القائمة على الكفايات في العصر الحديث، وأوضح الأدلة على ذلك الإجازة العلمية التي كان يمنحها العالم لتلميذه الذي يتخرج على يديه، وهي بمثابة رخصة تسمح له بممارسة مهنة التعليم. (شطناوي 2007، ص 126).
وتضيف عيد غادة (2004) أن اختبارات المعلمين أو ما يسمى اختبارات كفاية المعلم Competency Tests Teacher تعتبر من أهم المقاييس المستخدمة في الولايات المتحدة الأميركية لمنح تراخيص مزاولة مهنة التدريس. وتستند فكرة اختبارات المعلمين إلى كون التدريس مهنة لها متطلباتها وشروطها الخاصة بها، مثل المهن الأخرى كالطب والهندسة وغيرها، ويتعين وفقا لهذا ألا يسمح بمزاولتها إلا لمن يتقنها، ويمكن الإفادة من الاختبارات في تقويم المعلمين الذي يرغبون في الالتحاق لأول مرة في المهنة، للتعرف على إمكانات قبولهم أولا، وتحديد جوانب النقص التي يمكن العمل على تحسينها فيما بعد. كما يمكن الإفادة منها في تقويم المعلمين أثناء الخدمة للحصول على تغذية راجعة تمكنهم من تحسين أدائهم. (غادة 2004، ص 88).
أما في الوطن العربي فقد عقدت مؤتمرات وندوات حول هذه الحركة وذلك من أجل إعداد المعلم العربي ومحاولة تطوير كفاياته المهنية والاستفادة من الاتجاهات الحديثة في إعداد المربين. فقد عقدت حلقات دراسية في كل من البحرين (1975) وفي الرياض (1978) وحلقات دراسية أخرى في مسقط (1979) وتضمنت كل توصياتها حول ضرورة العناية بتدريب المعلمين ومحاولة تحديد بعض الكفايات المطلوبة للمعلم العربي في إطار حركة التربية القائمة على الكفايات. (الأزرق 2000، ص 219).
ومن العوامل التي ساعدت على نشوء هذه الحركة وسرعة انتشارها، حسب الفتلاوي (2004) في الستينيات من القرن الماضي، العوامل الآتية:
1- إن التحرك باتجاه البرامج القائمة على الكفاية كان نتيجة لمطالبة الجماهير بمردود أفضل لعملية التعليم. وأن تكون المدراس أكثر استجابة وفعالية للمتطلبات الاجتماعية والفردية.
2- وجاءت هذه الحركة كرد فعل للأساليب التقليدية التي تسود برامج إعداد المعلمين والتي تؤكد على الجانب النظري، الذي يقول ان إمداد المعلم قبل الخدمة بقدر من المعلومات والمعارف المتنوعة، واكسابه نوع من الخبرة في التدريس من خلال مقررات تربوية تجعله معلما كفء. على العكس من هذا المفهوم، فإن حركة تربية المعلمين القائمة على الكفاية، تستند على تحديد الكفايات المرتبطة بأدوار المعلم ومسؤولياته في الموقف التعليمي والتي تشير إلى كم ونوع من المعارف التي يجب تعلمها والمهارات التي يجب اكتسابها.
3- التطور الواسع في مهنة التدريس وما صاحبها من دراية واسعة بخصائص المعلم ونوعيات سلوكه في المواقف التعليمية المختلفة.
4- كما جاءت هذه الحركة أيضا كاستجابة لانسحاب العديد من المفاهيم الاقتصادية على النظام التعليمي، فظهر مفهوم اقتصاديات التعليم وبه يتم التركيز على مقدار ما ينفقه المجتمع على التعليم وناتجه. وقد أدى ذلك إلى قيام العديد من الدراسات التي عنيت بكفاءة التعليم والتي تعنى بالمناهج وطرائق التدريس والوسائل التعليمية ونسب النجاح والرسوب وغيرها.
5- تطور التكنولوجيا وتوفرها سهل تنفيذ منهج الحركة في عملية التعليم والتعلم، مما ادى إلى تصميم وبناء برامج تقوم على تربية المعلمين وإعدادهم وفق مبدأ الكفاية. (الفتلاوي 2004، ص 34).
3- تعريف حركة التربية القائمة على الكفايات:
يورد عبد الرحمن الأزرق (2000) عدة تعاريف لبرامج إعداد المعلمين على أساس الكفايات وهي:
- تشير موسوعة البحث التربوي (1984) إلى أن البرنامج التعليمي هو مجموعة الإجراءات التي تساعد المتعلم أثناء إعداده على اكتساب المعلومات والمهارات والاتجاهات.
- وتعرفه لورا بيرجر وآخرونLura Buger, et al, (1975) بأنه البرنامج الذي يحدد ما ينبغي أن يقوم به الطالب من إجراءات ومهام، لكي يكون قادرا على أدائها عند الانتهاء من تنفيذه، ويقاس تحصيلهم بأداء كاف للكفايات المحددة.
- أما جمعية كليات التربية بالولايات المتحدة (1968) حيث عرفت البرنامج بأنها تلك التي تحتوي على المعلومات والمهارات وألوان السلوك المستخدمة من قبل المتعلم، وتشتق من تصور واضح ومحدد للدور الذي يقوم به المعلم، وتصاغ هذه المعلومات والمهارات، بحيث يمكن قياسها عن طريق السلوك الملاحظ. (الأزرق 2000، ص 222).
ويلخص عبد الكريم فتح الله (2007) أن أفضل طريقة لتوضيح مفهوم تربية المعلمين القائمة على الكفايات، قد تكون من خلال تحديد العناصر الأساسية للبرنامج وهي:
- أن يكون البرنامج قائما على كفايات يستطيع المتدرب تطبيقها عند إتمامه للبرنامج التدريبي بنجاح.
- أن تكون المعايير المراد استخدامها في تقويم الكفايات المعنية واضحة بحيث تحدد مستويات السيادة المنتظرة والظروف التي يجرى فيها التقويم.
- تعتمد سرعة تقدم المتدرب خلال البرنامج التدريبي على أساس إثبات كفايته لا على جدول زمني معين، ولا على إتمامه بعض المقررات الدراسية. (فتح الله 2007، ص 147).
- تعرف الفتلاوي (2004) حركة التربية القائمة على الكفايات، أنها تلك البرامج التي تحدد أهدافا دقيقة لتدريب المعلمين، وتحديد الكفايات المطلوبة بشكل واضح، ثم تلزم المعلمين بالمسؤولية عن بلوغ تلك المستويات، ويكون القائمون بتدريبهم مسؤولين عن التأكد من تحقيق تلك الأهداف المحددة. (الفتلاوي 2004، ص 32).
- بينما عرفت غادة خالد عيد (2004) حركة التربية القائمة على الكفايات، أنها تتعلق أولا على أساس الصفات الشخصية التي يجب أن يتحلى بها المعلم، وهناك اتجاه آخر نظر إلى الكفاية على أنها تتعلق بأساليب وطرائق التدريس الجيدة التي يستخدمها المعلم، ويفترض آخرون أن كفاية المعلم وفعاليته تستند إلى قدرته على توفير البيئة الصفية المريحة للطلاب.
وقد ظهر اتجاه آخر في الوقت الحاضر ينظر إلى كفاية المعلم على أساس قدرته على الاستخدام أو التوظيف الماهر لمجموعة من الكفايات التعليمية استخداما مناسبا ليساعده على اتخاذ القرارات المناسبة فيما يتعلق بالعملية التعليمية. (غادة 2004، ص 88).
ويشير توفيق مرعي (1983) أن مفهوما التربية القائمة على الكفايات والتربية القائمة على الأداءات استخدما كثيرا في الأدب التربوي كمترادفين على الرغم مما بينهما من فروق إن التربية القائمة على الكفايات هي أكثر شمولا حيث أنها تشتمل على ما يلي:
- معايير لتقدير الإدراك وتقويمه.
- معايير لتقدير الأداء والسلوك التعليمي وتقويمه.
- معايير لتقدير نتاجات التعلم وتقويمه.
بينما التربية القائمة على الأداءات، فهي ترتبط أساسا بمعايير تقدير الأداء أو السلوك التعليمي وتقويمه فقط. (مرعي 1983، ص 26).
4- أنواع الكفايات:
يصنف الباحثون الكفايات على ثلاثة أنواع: كفايات معرفية، وكفايات إنجاز، وكفايات نتائج.
1- الكفايات المعرفية:
إن التعليم بوصفه مهنة لابد أن يستند إلى مجموعة من المعارف والحقائق النظرية المتعلقة بفلسفة التعليم وأهدافه ونظرياته، والحقائق المتصلة بالمتعلم: طبيعته ونموه ومشكلاته وحاجاته، فضلاً عن معرفة ثقافية واسعة ومعرفة تخصصية في مجال معين. ولا تقتصر الكفايات المعرفية على المعلومات والحقائق بل تمتد إلى امتلاك كفايات التعلم المستمر، واستخدام أدوات المعرفة، ومعرفة طرائق استخدام هذه المعرفة في الميادين العلمية. وقد كان من الشائع أن هذه الكفايات المعرفية كافية لتمكين المعلم من ممارسة عمله بفعالية، وكانت الفلسفة التقليدية في إعداد المعلمين تؤمن بأن معرفة أساليب التدريس وأصول المادة التي سيدرسها المعلم كافية لإيجاد المعلم المؤهل الفاعل. ولكن حركة التربية القائمة على الكفايات أوضحت أن الكفايات المعرفية ضرورة لا غنى عنها للمعلم، على أن تشكل بكفايات أدائية تمكن المعلم من أداء متطلبات العمل.
2- كفايات الأداء:
وتشمل هذه الكفايات قدرة المعلم على إظهار سلوك واضح في المواقف الصفية التدريبية والحقيقية، مثال ذلك:
- أن يكون المعلم قادرًا على استخدام أدوات التقويم المختلفة.
- أن يضع خطة يومية يحدد فيها أهدافًا متنوعة.
- أن يكتب الأهداف في صيغ سلوكية محددة.
إن مثل هذه الكفايات تتعلق بأداء المعلم لا بمعرفته، ومعيار تحقق الكفاية هنا هو في قدرة المعلم على القيام بالسلوك المطلوب، والمعلم مطالب بإبداء القدرة على القيام بأداءات سلوكية متعددة تشمل أبعاد الموقف التعليمي كله.
3- كفايات النتائج:
إن امتلاك الكفايات المعرفية يعني أن المعلم يمتلك المعرفة اللازمة لممارسة العمل دون أن يكون هناك مؤشر على أنه امتلك القدرة على الأداء، أما امتلاك المعلم الكفايات الأدائية فيعني أنه قادر على إظهار قدراته في ممارسة مهارات التعليم المتعددة من دون أن يعني وجود دليل على أن هذا المعلم قادر على إحداث نتيجة مرغوب فيها، أو تغير مرغوب في أداء طلابه، وهذا هو الهدف الأساسي للتعلم ولذلك يفترض أن يكون المعلم صاحب كفاية إذا امتلك القدرة على إحداث التغيرات في سلوك المتعلمين لا مجرد امتلاك المعرفة وإظهار الأداء، فقد يمتلك معلم ما المعارف والأساليب الضرورية جميعًا، وقد يكون قادرًا على أداء مهارات التعليم المطلوبة دون أن يكون فاعلاً في إحداث النتائج المتوقعة، أو ما نسميه بكفايات النتائج أو كفايات الإنجاز.
وهذه أمثلة على كفايات الإنجاز:
- أن يكون المعلم قادرًا على إكساب الطلاب الاتجاهات العملية في تحليل المشكلات.
- أن يكون المعلم قادرًا على زيادة سرعة الطلاب في القراءة لتصل إلى (100) كلمة في الدقيقة.
إن الكفايات الأدائية قد تعني أن المعلم قادر على القيام بالنشاط، ولكن الكفايات الإنتاجية تهتم بما يتولد من هذا النشاط، فقد يكون النشاط واسعًا والنتائج محددة، وقد يكون النشاط محدودًا والنتائج كبيرة. (مرعي،1983، ص52,51).
5- مصادر اشتقاق الكفاية التدريسية:
يعرف الاشتقاق بأنه تلك العملية التي يتم بها الانتقال من مستوى عام إلى مستوى أقل عمومية، ومنه فإنه يقصد بمصادر اشتقاق الكفاية التدريسية الخلفيات النظرية التي تعتمد كأسس ينطلق منها في تحديد كفايات التدريس.
يقترح كوبر Cooper (1973) أربع مصادر أساسية، يمكن أن تشتق منها الكفايات التدريسية، وذلك حسب دراسة عبد الكريم شطناوي (2007)، وهي:
1- الأساس الفلسفي: وهو يعتبر الأساس في وضع الغايات والأهداف والمنطلقات التي تتفق مع قيم المجتمع، كما أنه يلعب دورا كبيرا في تحديد مفهوم معين لدور المعلم تحدد في ضوئه الكفايات التدريسية لأداء هذا الدور بأسلوب علمي يواكب تطور العصر.
2- الأساس الأمبريقي (التجريبي): إن عملية اشتقاق الكفايات التدريسية تسمح بوضع نماذج تجريبية لدور المعلم في العملية التربوية، وفي ضوء هذا الأساس الأمبريقي يمكن تحديد نوعية الكفايات المعرفية أو الأدائية للمعلم.
3- أساس المادة الدراسية: تعد المادة الدراسية من أهم مكونات الموقف التعليمي، وهذا الموقف يتضمن كلا من المعلم والتلميذ والمادة العلمية (المنهج) ولا يمكن أن تتم العملية التعليمية بدون وجود خبرات ومعارف تقدم للمتعلم، ومن هذا المنطلق فإن أساس المادة الدراسية يعد أحد منطلقات تحديد الكفايات التدريسية اللازمة من خلال البناء المعرفي وتنظيماته المتنوعة في مجال المادة الدراسية.
4- أساس الممارسة: تعد ممارسة العلمية التعليمية التعلمية من الجوانب المهمة في صقل شخصية المعلم، وتزويده بالخبرات. ومن هذا الجانب فإن الممارسة تقوم على مفهوم مفاده أن الكفايات التدريسية اللازمة للمعلم يمكن تحديدها من خلال التحديد الدقيق لما يفعله المعلمون الأكفاء أثناء ممارستهم عملية التعليم، فالمعلم الجيد والمقتدر من خلال أدائه لمهامه التعليمية المحددة مثل إدارة المناقشة والحوار ومشاركة التلاميذ في العملية التعليمية وإدارة الفصل وتوجيه الأسئلة وغيرها من المهام الأخرى، يمكن أن تعطي نموذجا جيدا للأداء المتميز، وهذا بدوره يتيح الفرصة لتحديد الكفايات المرغوبة في ضوء هذا الأساس. (شطناوي 2007، ص 130).
ويعتقد هوستون Houston (1973) أن مصادر اشتقاق الكفايات ست مصادر، تتمثل في ما يلي:
- ترجمة المقررات الدراسية إلى كفايات أساسية وفرعية.
- تحليل المهمة التي يقوم بها المعلم.
- دراسة حاجات التلاميذ.
- تقدير احتياجات المجتمع ومتطلبات الوظائف وترجمتها إلى كفايات، ينبغي توافرها لدى الخريجين.
- التصورات النظرية لأدوار المعلم ومهامه.
- تصنيف المجالات الدراسية إلى عناقيد ذات موضوعات متشابهة. (الأزرق 2000، ص20).
أما سهيلة كاظم الفتلاوي (2004) فتشير أن مصادر اشتقاق الكفايات التدريسية، يمكن التوصل إليها من خلال سبعة مصادر وهي:
1- أدوار المعلم:
يتم تحليل مهام المعلم وأعماله وأدواره لتحديد الكفايات المطلوبة وذلك لزيادة التحكم بالعملية التعليمية، ومن أدواره أنه موجه للنشاط التعليمي وناقل للمعارف ومدير لفصله وغيرها من الأدوار، وقد اعتمدت كلية التربية في جامعة بستبرج بأميركا نموذجا لهذا المرجع حصرته في ستة مجالات للكفايات تحت كل منها عدد من الكفايات الفرعية. أما عن المجالات الرئيسية للكفايات في نموذج بستبرج حسب أدوار المعلم فهي:
- المجال الأول: المعلم ناقل للمعرفة، ويضم (14) كفاية فرعية.
- المجال الثاني: المعلم مدير للنشاط التعليمي، ويضم (13) كفاية فرعية.
- المجال الثالث: المعلم مصمم ومصدر لعملية التدريب على التعليم، ويضم (11) كفاية فرعية.
- المجال الرابع: المعلم مصمم ومدير لمهام التعليم، ويضم (13) كفاية فرعية.
- المجال الخامس: المعلم مرشد، ويضم (13) كفاية فرعية.
- المجال السادس: المعلم وتفاعله مع الآخرين، ويضم (10) كفاية فرعية.
2 - البحوث والدراسات:
تعد البحوث والدراسات أحد مصادر اشتقاق الكفايات التدريسية واستخلاصها ومن أمثلة تلك البحوث بحوث تصنيف الأهداف التعليمية والسلوكية لبلوم، وفي ضوء ذلك تصنيف الكفايات إلى ثلاثة أنواع هي:
- كفايات معرفية وتتمثل في أنواع المعارف والمعلومات والمفاهيم التي يتزود المعلم بها سواء حول مادته التي يدرسها أو البيئة التي تحيط به أو الطالب الذي يتعامل معه.
- كفايات وجدانية وتتمثل في الاتجاهات التي يجب أن يتبناها المعلم والقيم التي يجب أن يؤمن بها وأشكال التذوق التي يفضل أن يتمتع بها.
- كفايات أدائية أو نفس حركية، وتتمثل في المهارات الحركية التي تلزمه للمشاركة في مختلف أوجه النشاط التربوي المناسب للعملية التعليمية التي ينخرط فيها.
بالإضافة إلى ذلك بحوث التفاعل اللفظي الصفي لفلاندرز، والتي لخصت كفايات المعلم بقسمين هما:
- الكفايات اللفظية للمعلم في الشرح والتوجيه والانتقاد وفرض السلطة وتقديم التعليمات.
- الكفايات غير اللفظية للمعلم في المدح والتشجيع وطرح الأسئلة وتقبل شعور الطلبة.
يضاف إلى ذلك بحوث التعليم المصغر، وقد اعتمدتها جامعة ستانفورد الأميركية، وقد خلصت إلى العديد من المهارات التدريسية نذكر منها:
- التهيئة للدرس - التغذية الراجعة - التعزيز - الطلاقة في طرح الأسئلة، وغيرها
3 - القوائم الجاهزة:
تعد القوائم الجاهزة مصدرا من مصادر اشتقاق الكفايات التدريسية، وهناك العديد من القوائم حددتها مؤسسات تربوية مختلفة، ومن أمثلة ذلك: قائمة الكفايات لكلية التربية بجامعة عين شمس في دراستها حول الكفايات لمعلم المرحلة الأولى من التعليم الأساسي. وتضم هذه القائمة تسعة مجالات، وهي: كفاية إعداد الدرس والتخطيط له وكفاية تحقيق الأهداف وكفايات عملية الدرس وكفايات استخدام المادة العلمية والوسائل التعليمية والنشطة وكفايات التعامل مع التلاميذ وإدارة الفصل وكفايات عملية التقويم وكفايات انتظام المعلم وكفايات إقامة العلاقات مع الآخرين وكفاية الإعداد لحل مشكلات البيئة.
4 - البرنامج النظري:
أي دراسة المواد الدراسية المنهجية النظرية المعتمدة ومحاولة اشتقاق أو استخلاص الكفايات أو الأداءات المتوخاة منها بمقتضى أسسها وأهدافها مع تحويل التركيز من الجانب النظري إلى الجانب العملي أو الممارسة والتدريب.
-5 حاجات المتعلمين في المدرسة:
وهنا تحدد حاجات الطلبة في المدرسة وتحلل الكفايات التي يجدر بالمعلم أن يكتسبها للمساعدة في تلبية حاجاتهم.
-6 تقدير الحاجات:
والمقصود بتقدير الحاجات الاجتماعية دون غيرها من حاجات المعلمين والطلبة، ثم يتميز هذا بحاجات المجتمع المحلي أو المجتمع المدرسي أساسا لتحرير الكفايات.
-7 النظريات التربوية:
يتم اعتماد النظريات التربوية كأساس نظري لاشتقاق الكفايات التدريسية، وأن تكون هذه الكفايات متفقة مع مرتكزات تلك النظرية التربوية في الجوانب المعرفية حول التعلم والسلوك التدريسي. (الفتلاوي 2004، ص 30).
6- مرتكزات برامج إعداد المعلمين القائم على الكفايات:
ويمكن أن نلخص من خلال ما تقدم حول برامج إعداد المعلمين القائم على الكفايات من خلال النقاط التالية:
- الاتجاه التقليدي في إعداد المعلمين يهتم أكثر على الجانب المعرفي والمعلومات النظرية، حيث يزود المعلم بكم هائل من المعارف والمعلومات ويتكفل بنقلها إلى التلاميذ. بينما الاتجاه الحديث يركز على المتعلم باعتباره محور العملية التعليمية، إذ يزود بالمهارات التي تمكنه من إشباع حاجاته المختلفة.
- تؤكد حركة التربية القائمة على الكفايات على الربط بين النظري والعملي الميداني، من هذا المنطلق تهتم هذه الحركة في إعداد المعلمين على الجانب العملي، وذلك بتحديد الكفايات المطلوبة إتقانها والتدرب عليها، كما تحدد الشروط التي تظهر فيها هذه الكفايات، ومستوى الأداء الذي يجب الوصول إليه.
- ترتكز على العديد من الدراسات التربوية والنفسية الحديثة في مجال التربية وعلم النفس مثل: التعلم الذاتي والتعليم المصغر والتعلم بالتعزيز المباشر للسلوك وغيرها.
- من مبررات وجود هذه الحركة الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في ميدان التربية والتعليم واستخدامها في ميادين الحياة المختلفة.
- تنمي قدرات ومهارات المعلم التدريسية ويحدد الكفايات المطلوب إتقانها، مما ينعكس بالإيجاب في أدائه وكذلك على الطلاب أنفسهم.
- تنمي هذه الحركة على تقويم المعلمين أثناء الخدمة للحصول على تغذية راجعة تمكنهم من تحسين أدائهم.
المراجع المعتمدة:
- الأزرق، عبد الرحمن صالح (2000) علم النفس التربوي للمعلمين، ط01، مكتبة طرابلس العلمية العالمية، طرابلس.
- الفتلاوي، سهيلة محسن كاظم (2004) تفريد التعليم في إعداد وتأهيل المعلم أنموذج في القياس والتقويم التربوي، ط01، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان.
- فتح الله، عبد الكريم (2007) معلم الصف كفاياته، مسؤولياته، نموه المهني، مكتبة دار طلاس، دمشق.
- كرم، إبراهيم محمد (ديسمبر 2002) ما مدى إتقان معلم المواد الاجتماعية بمدارس التعليم العام بدولة الكويت للكفايات التدريسية؟ دراسة استطلاعية لآراء الموجهين والمدرسين الأوائل، المجلد الثالث، العدد الرابع، مجلة العلوم التربوية والنفسية، جامعة البحرين.
- عيد، غادة خالد (ديسمبر2004) قياس الكفايات المعرفية لمعلمي الرياضيات بالمرحلة الثانوية بدولة الكويت "دراسة تشخيصية باستخدام اختبار تكسيس"، المجلد الخامس، العدد الثالث، مجلة العلوم التربوية والنفسية، جامعة البحرين.
الأستاذان: - بوسعدة قاسم
- سلام بوجمعة
لا تنسى زيارة صفحتنا على الفايسبوك لتحصل على كل جديد
إعداد المعلم في ضوء الاتجاهات التربوية الحديثة
4/
5
Oleh
DZ.emploi